يكثر الحديث عن مبادرات حكومية لمعالجة مشاكل عديدة يعاني منها المجتمع العراقي، إلا أنها بقيت حبراً على ورق. ومن هذه المبادرات مشروع ريادة الذي أعلن عنه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب من خلال الإقراض، إلا أن أي نتائج لم تظهر للمشروع على أرض الواقع، وظل يدور في فلك الوعود والتصريحات التي ملّ منها العراقيون.
وعلق الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي على مبادرات قروض المشاريع الصغيرة التي أطلقتها الحكومة كجزء من برنامجها لدعم الشباب، مبيناً أنها لم تحل سوى جزء بسيط من مشكلة البطالة في العراق.
وقال المرسومي لـ(ABC عربية) إن “مبادرات دعم الشباب، ومنها مبادرة البنك المركزي لدعم المشاريع الصغيرة، تتميز بقلة فعاليتها لعدة أسباب، منها عدم وجود مؤسسات داعمة وحاضنة لهذه المشاريع”، منوهاً إلى أنه “في بنغلاديش يوجد أكثر من 200 مؤسسة داعمة للقطاع الخاص”.
وأضاف أن “أسعار الفائدة على القروض التي تمنحها الدولة مرتفعة جداً، بالإضافة إلى الضمانات التي تطلبها المصارف شبه مستحيلة، خاصة فيما يتعلق بالموظف الكفيل، مبيناً أن الحكومة تمنح هذه القروض بصورة عشوائية، وبالتالي لا تصل إلى أصحاب المشاريع الحقيقية”.
وأوضح المرسومي أن “البيئة الاستثمارية في العراق غير جاذبة، وبالتالي فإن أصحاب المشاريع الصغيرة لا يستطيعون منافسة المنتج المستورد”، مشيراً إلى أن “العراق يفتقر إلى مؤسسات متخصصة، وعدم وجود مناطق آمنة للاستثمار تدعم المشاريع الشبابية، بالإضافة إلى الإجراءات الروتينية المعقدة، مما جعل مبادرات الحكومة بلا أهمية”.
وأشار إلى أن “مساهمة قروض المشاريع الصغيرة والمبادرات الحكومية لدعم الشباب ضئيلة جداً، وإذا لم يتم معالجة العراقيل، ستبقى تلك المبادرات غير مجدية بشكل نهائي”.
اليوم: الخميس
التاريخ: 15-8-2024
المحرر: س.م